
من هو مني أركو مناوي السيرة الذاتية _ ويكيبيديا
يعد مناوي من الشخصيات الداعمة للحكم الفيدرالي في السودان، إذ يرى فيه نظاما أكثر عدالة لتوزيع السلطة والثروة بين الأقاليم المختلفة، خلال مسيرتة خاض العديد من التحالفات والتحديات، بدءا من التمرد المسلح في دارفور وصولا إلى مشاركتة في مفاوضات السلام والعملية السياسية بعد سقوط نظام عمر البشير في 2019.
تعليم مني مناوي وبداية مشوارة المهني
نشأ مني مناوي في بيئة ريفية بولاية شمال دارفور، وتلقى تعليمة الأساسي في قريته، ثم أكمل المرحلة المتوسطة في كرنوي والثانوية في الفاشر، لاحقا انتقل إلى تشاد حيث درس اللغة الفرنسية بين عامي 1994 و1996، كما اكتسب مهارات في اللغة الإنجليزية، مما ساعده لاحقا في المفاوضات الدولية، بدأ مسيرته المهنية كمدرس في مدارس الأساس بمنطقة بويا، لكنه سرعان ما انتقل إلى العمل في التجارة بين ليبيا ونيجيريا والكاميرون، هذه التجربة منحته فهما أوسع للواقع الاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي أثر لاحقا على رؤيته السياسية حول قضايا التنمية والاقتصاد في السودان.
المشوار السياسي لـ مني مناوي
انخرط مناوي في العمل السياسي مطلع الألفية الجديدة، حيث كان من المؤسسين لـ”حركة تحرير السودان” عام 2001 إلى جانب عبد الواحد محمد نور، حيث شكلت هذه الحركة إحدى القوى الرئيسة في النزاع الدارفوري، حيث تبنت مطالب تهدف إلى إنهاء التهميش السياسي والاقتصادي لإقليم دارفور، في عام 2003، دخلت الحركة في صـ راع مسلح مع الحكومة السودانية، متهمة إياها بممارسة الإقصاء والتهميش ضد سكان الإقليم، قاد مني مناوي الجناح الأكثر اعتدالا في الحركة وكان من أبرز الداعمين للحوار السياسي كخيار لحل الأزمة، في عام 2006، وقع جناحه من الحركة اتفاق سلام مع الحكومة السودانية في أبوجا بنيجيريا، وهو الاتفاق الذي حصل بموجبة على منصب كبير مساعدي الرئيس السوداني.
الخلافات والانشقاقات داخل الحركة
بعد توقيع اتفاقية أبوجا تعرض مناوي لضغوط شديدة بسبب الانقسامات داخل الحركة، حيث رفض عدد من القادة الاتفاقية واعتبروها غير كافية لتحقيق مطالب أهل دارفور، رغم تعيينه في منصب كبير مساعدي الرئيس، إلا أن علاقته بالحكومة شهدت توترا بسبب ما وصفه بعدم تنفيذ الحكومة لالتزاماتها، في عام 2010 أعلنت الحكومة السودانية إقالته من منصبه، وهو ما دفعه إلى العودة إلى التمرد المسلح مجددا.
في عام 2011، شارك في تأسيس “الجبهة الثورية السودانية”، وهو تحالف عسكري وسياسي يضم عدة حركات مسلحة من دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، بهدف الإطاحة بالحكومة المركزية في الخرطوم.
مني مناوي بعد سقوط نظام البشير
بعد الإطاحة بنظام عمر البشير في أبريل 2019، أصبح مناوي جزءا من العملية السياسية الجديدة، حيث شارك في المفاوضات التي أفضت إلى توقيع “اتفاق جوبا للسلام” في أغسطس 2020،بموجب هذه الاتفاقية تم تعيينه حاكما لإقليم دارفور في مايو 2021، وهو المنصب الذي مكنه من لعب دور مباشر في إدارة شؤون الإقليم، حيث ركزت سياساتة على تعزيز الأمن والاستقرار في دارفور، مع التأكيد على أهمية تنفيذ بنود اتفاقية السلام، خاصة فيما يتعلق بإعادة النازحين وتحقيق العدالة الانتقالية.
موقف مني مناوي من الحـ رب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
مع اندلاع النـ زاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، تبنى مناوي موقفا متحفظا في البداية، داعيا إلى التهدئة والحوار بين الأطراف المتصارعة، لكن مع تصاعد العـ نف في دارفور، أعلن في أبريل 2024 عن انضمام قواتة إلى الجيش السوداني لمواجهة التهديدات الأمنية التي شكلتها المليـ شيات المسلحة في الإقليم.
لعبت قواتة دورا مهما في حماية المدنيين في مناطق نفوذها، كما سعت إلى منع تكرار المجازر والانتهاكات التي شهدتها دارفور في السنوات الماضية، هذا الموقف عزز صورته كقائد حريص على استقرار الإقليم، رغم الانتقادات التي وجهت إليه من بعض الجهات التي اعتبرت انحيازة إلى الجيش خيارا عسكريا أكثر منة سياسي.
الرؤية الفكرية والسياسية لمني مناوي
يعرف مني مناوي بأنة أحد الداعمين للفكر الفيدرالي في السودان، حيث يؤمن بأن نظام الحكم المركزي فشل في إدارة التنوع العرقي والثقافي في البلاد، يتبنى رؤية تقوم على توزيع عادل للسلطة والثروة بين الأقاليم، بحيث تتمتع كل منطقة بصلاحيات موسعة لإدارة شؤونها الداخلية، تأثر مناوي بفكر “الحركة الشعبية لتحرير السودان” بقيادة جون قرنق، خاصة فيما يتعلق بفكرة “السودان الجديد” الذي يقوم على أساس المواطنة المتساوية بعيدا عن الانتماءات العرقية والدينية،