
من هو المخرج غطفان غنوم السيرة الذاتية
،برز في مجالي الإخراج والتمثيل بفضل موهبته المميزة وإبداعه في تقديم الأعمال الدرامية والسينمائية التي تجمع بين الجرأة والجودة الفنية.
نشأ وسط بيئة ثقافية وفنية ساهمت في تشكيل وعيه الفني منذ الصغر، حرص على تنمية شغفه بالسينما والإخراج من خلال الدراسة الأكاديمية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الإخراج السينمائي من الأكاديمية الفنية الحكومية في جمهورية مولدافيا الشعبية، هذا التكوين الأكاديمي أتاح له تأسيس قاعدة صلبة للانطلاق في مجال الإخراج والتمثيل.
المسيرة الفنية لـ غطفان غنوم
بدأ غطفان غنوم رحلته المهنية كمخرج، حيث ركز على تقديم أعمال سينمائية تحمل رسائل إنسانية عميقة. من أبرز أعماله الإخراجية فيلم “قمر في سكايب”، الذي تناول من خلاله قضايا اجتماعية حساسة بطريقة مبتكرة. نال الفيلم جائزة أفضل فيلم من نقابة صانعي الأفلام الفنلندية، ليصبح علامة فارقة في مسيرته الإخراجية.
لم تقتصر إبداعاته على السينما فحسب، بل شملت أيضًا الأفلام الوثائقية. قدم فيلم “بورتريه مدينة ثائرة”، الذي وثّق فيه تجربة الثورة السورية وما رافقها من معاناة إنسانية. عكس الفيلم رؤيته العميقة كفنان يعيش تفاصيل الواقع السوري، واستطاع من خلاله أن يلامس قلوب الجماهير والنقاد على حد سواء.
الإبداع في التمثيل
إلى جانب الإخراج دخل غطفان غنوم عالم التمثيل ليبرز كممثل موهوب يمتلك قدرات استثنائية في تجسيد الشخصيات المعقدة. كان دوره في مسلسل “ابتسم أيها الجنرال” محطة بارزة في مسيرته، حيث قدم شخصية “عاصي” ببراعة لفتت الأنظار. تميز أداؤه بالواقعية والعمق، مما أكسبه إشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء.
أهم الأعمال في مسيرته
في الإخراج
“قمر في سكايب”: فيلم روائي نال العديد من الجوائز الدولية.
“بورتريه مدينة ثائرة”: وثائقي تناول تجربة الثورة السورية وما رافقها من أحداث.
في التمثيل
“ابتسم أيها الجنرال”: عمل درامي سياسي جسّد فيه شخصية “عاصي” بأسلوب احترافي.
موقف غطفان غنوم من الثورة السوريّة
يعتبر الفنان السوري غطفان غنوم من الشخصيات الفنية التي ارتبطت بمواقف سياسية جريئة ومعارضة لنظام الأسد، عرف بدعمه الواضح للحراك الشعبي السوري منذ انطلاق الثورة في عام 2011، حيث تبنى قضايا الحرية والعدالة الاجتماعية وعبّر عنها من خلال أعماله الفنية.
أبرز غنوم موقفه السياسي من خلال فيلمه الوثائقي “الابن السيء”، الذي يُعد شهادة شخصية وإنسانية على القـ مع والاسـ تبداد الذي عانى منه السوريون تحت حكم النظام، في هذا الفيلم، سلّط الضوء على نشأته في ظل النظام السوري، وكيفية تحوله إلى مؤيد للثورة السورية، مما جعل الفيلم مرآة تعكس آلام السوريين وتطلعاتهم نحو الحرية.
لم تقتصر مواقف غنوم السياسية على القضية السورية فقط، بل امتدت إلى القضايا العربية، حيث يعمل حاليا على إنتاج فيلم يتناول القضية الفلسطينية، يؤمن غنوم بأن الفن رسالة ثورية تعبر عن الشعوب المقهورة، ويصرح بأن التزامه بالثورة السورية والقضايا العربية هو جزء لا يتجزأ من هويته الفنية والإنسانية.
خروج غطفان غنوم من سوريا
ولد غطفان غنوم المخرج والممثل السوري البارز، في حي بابا عمرو بمدينة حمص، مع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، كان غنوم من أوائل الفنانين الذين انخرطوا في الحراك الشعبي، حيث استخدم عدسته الفنية لتوثيق معاناة السوريين وأحداث الثورة.
في خضم الحصار والقصف العـ نيف الذي طال حي بابا عمرو، واجه غنوم تحديات كبيرة للبقاء على قيد الحياة، اضطر في النهاية إلى مغادرة الحي في ظروف صعبة للغاية وصفها بأنها “خروج بأعجوبة”، في إشارة إلى خطورة الوضع آنذاك وشدة الاستهداف الذي تعرض له الحي، كانت هذه اللحظة بداية رحلة جديدة في حياته، إذ غادر وطنه تاركًا وراءه ذكريات مؤلمة وشهادات عن واقع الحرب.
بعد مغادرته سوريا استقر غنوم في الخارج، حيث واصل نشاطه الفني والإنساني، رغم البعد عن وطنه، لم تتوقف مساعيه لتسليط الضوء على معاناة السوريين، وهو ما انعكس في أعماله الفنية التي وثقت هذه المأساة الإنسانية، مما أكسبه مكانة مميزة كفنان ملتزم بقضايا وطنه.