
دعوات لمواصلة المشاركة الأمريكية
في حين لا يُتوقع حدوث انقسامات كبيرة، تدعو دول الخليج إلى اتباع نهج يختلف عن ولاية ترامب السابقة، مما يعكس المشهد الجيوسياسي المتطور في المنطقة.
يضغط زعماء الخليج على ترامب لتجنب السياسات الانعزالية والحفاظ على المشاركة النشطة في المنطقة، حث الأمير تركي الفيصل، رئيس المخابرات السعودية السابق، ترامب علنًا على السعي إلى السلام وموازنة المصالح الاستراتيجية مع المخاوف الإنسانية، وبالمثل، أكد أنور قرقاش، المسؤول الإماراتي، على الحاجة إلى قيادة أمريكية قوية وسط الاضطرابات الإقليمية.
تظل اتفاقيات إبراهيم، وهي السمة المميزة لولاية ترامب الأولى، نقطة محورية، ومع ذلك، ربطت المملكة العربية السعودية أي تطبيع مستقبلي مع إسرائيل بالتقدم الملموس نحو إقامة الدولة الفلسطينية، وهو احتمال معقد بسبب المقاومة داخل حكومة إسرائيل.
موقف أكثر ليونة تجاه إيران
إن أحد التحولات الأكثر لفتا للانتباه هو تغيير نهج الخليج تجاه إيران، فبعد أن كانت الدول الخليجية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من المؤيدين الصريحين لحملة الضغط القصوى التي يشنها ترامب، سعت إلى تحقيق انفراج دبلوماسي مع طهران.
أدى الاتفاق التاريخي بين المملكة العربية السعودية وإيران في عام 2023 إلى تخفيف التوترات، حيث أعطت كل من الدولتين الأولوية للاستقرار الإقليمي.
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن المصالحة مع إيران تتوافق مع رؤية ولي العهد محمد بن سلمان 2030، التي تسعى إلى تنويع اقتصاد المملكة، وعلى النقيض من ذلك، تنظر إيران إلى تحسين العلاقات باعتبارها مسارًا للتخفيف من صراعاتها الاقتصادية والاضطرابات الداخلية.
هناك حتى مؤشرات على مشاركة محتملة بين الولايات المتحدة وإيران في ظل رئاسة ترامب الثانية، فقد ألمح ترامب إلى إمكانية إجراء مفاوضات، حيث بدأ مستشارون رئيسيون، مثل إيلون ماسك، مناقشات غير رسمية مع المسؤولين الإيرانيين.
سياسات الطاقة.. نقطة اشتعال محتملة
قد تظهر سياسات الطاقة كمصدر للاحتكاك بين ترامب ودول الخليج، إن وعد ترامب بتوسيع إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة قد يشكل تحديا لاقتصادات الخليج، حيث أن زيادة الإنتاج الأمريكي قد تؤدي إلى خفض الأسعار العالمية.
منطقة تحولت بفعل الصراع
وفقا لتقرير نيويورك تايمز، خضع الشرق الأوسط لتغييرات كبيرة منذ ولاية ترامب الأولى، مدفوعة إلى حد كبير بالصراعات المتصاعدة.
لقد أثرت حرب غزة المستمرة، التي أشعلها هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، بشكل عميق على الديناميكيات الإقليمية، تجاوز عدد القتلى في غزة 45000، وفقًا للسلطات الصحية المحلية، في حين أدى الصراع أيضًا إلى تكثيف التوترات في لبنان وسوريا.
لقد أثرت هذه التحولات على قادة الخليج لتبني مواقف دقيقة. لقد شددت المملكة العربية السعودية، التي كانت على وشك تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لهجتها، حيث وصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الإجراءات العسكرية الإسرائيلية في غزة بأنها “إبادة جماعية”.
وهذا يمثل انحرافًا عن انفتاح المملكة السابق على الدبلوماسية مع إسرائيل، بشرط الضمانات الأمريكية وحل القضية الفلسطينية.